34- من قطعة الطنبوري :
1- كان في بغداد رجل اسمه أبو القاسم الطنبوري ، وكان له مداس يلبسه سبع سنوات ، وكان كلما تقطع منه موضع جعل مكانه رقعة الى أن صار في غاية الثقل ، وصار الناس يضربون به المثل .
2- فاتفق أنه دخل يوما سوق الزجاج فقال له سمسار : يا أبا القاسم ؛ قدم الينا اليوم تاجر من حلب ، ومعه حمل زجاج مذهب قد كسد ، فاشتره منه وأنا أبيعه لك بعد هذه المدة فتكسب فيه المثل مثلين فمضى فاشتراه بستين دينارا ، ثم انه دخل الى سوق العطارين فوجد سمسارا آخر وقال له يا أبا القاسم : قد قدم الينا اليوم من نصيبين تاجر ومعه ماء ورد ولعجلة سفره يمكن أن تشتريه منه رخيصا وأنا أبيعه لك فيما بعد بأقرب مدة ؛ فتكسب به المثل مثلين ؛ فمضى أبو القاسم واشتراه أيضا بستين دينارا أخرى وملأ به الزجاج المذهب وحمله ، وجاء به فوضعه على الرف من رفوف بيته في الصدر.
3- وفي يوم جاء أبو القاسم الى الحمام ليغتسل فقال له أحد أصدقائه : يا أبا القاسم ؛ أشتهي أن تغير مداسك هذا ؛ فانه في غايه الشناعة وأنت ذو مال بحمد الله ، فقال له أبو القاسم ؛ الحق معك فالسمع و الطاعة ، ثم انه خرج من الحمام ولبس ثيابه فرأي بجانب مداسه مداسا آخر جديدا ؛ فظن أن الرجل من كرمه اشتراه له فلبسه ومضى الى بيته وكان هذا المداس الجديد للقاضي وقد جاء في ذلك اليوم عنه ؟ ففتشوا فلم يجدوا سوى مداس أبي القاسم ؛ فعرفوه لأنه كان يضرب به المثل ، فأرسل القاضي خدمه فكبسوا بيته فوجدوا مداس القاضي عنده ؛ فأحضره القاضي وضربه تأديبا له ، وحبسه مدة ، وغرمه بعض المال وأطلقه .
4- خرج أبو القاسم من الحبس وأخذ حذاءه وهو غضبان ، ومضى الى دجلة فألقاه فيه فغاص في الماء ، فأتي بعض الصيادون فرمى شبكته فطلع فيها ؛ رآه الصياد عرفه وظن أنه وقع منه دجلة فحمله وأتي به الى بيت أبي بيت أبي القاسم فلم فنظر فرأى نافذة الى صدر البيت فرماه منها الى البيت فسقط على الرف الذي فيه الزجاج فوقع الزجاج فوقع وتكسر الزجاج وتندد ماء الورد ، فجاء أبو القاسم ونظر الى ذلك فعرف الأمر ؛ فلطم وجهه وصاح يبكي فقال ؛ وافقراه أفقرني هذا المداس الملعون .
5- ثم انه قام ليحفر له في الليل حفرة ويدفنه فيها ويرتاح منه ؛ فسمع الجيران حس الحفر فظنوا أن أحدا ينقب عليهم فرفعوا الامر الى الحاكم فأرسل اليه وأحضره وقال له : كيف تستحل أن أحدا ينقب علي جيرانك الحائط؟ وحبسه ولم يطلقه حتى غرم بعض المال .
6- - ثم خرج من السجن وهو حردان من المداس وحمله الى كنيف الخان ورماه فبه فسد قصبة الكنيف ففاض وضجر الناس من الرائحة الكريهة وبحثوا عن السبب فوجدوا مداسا فتأملوه فاذا هو مداس أبي القاسم فحملوه الى الوالي و أخبروه بما وقع فأحضره الوالي ووبخة وحبسه وقال له : عليك تصليح الكنيف فغرم جملة مال ، وأخذ منه الوالي مقدار ما غرم تأديبا له وأطلقه .
7- خرج أبو القاسم والمداس معه وقال وهو مغتاظ منه : والله ماعدت أفارق هذا المداس أبدا ثم انه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجف ، فرآه كلب فظنه رمة فحمله وعبر به الى سطح آخر فسقط من الكلب على رأس رجل فآلمه وجرحه جرحا بليغا فنظروا وفتشوا لمن المداس فوجدوا أنه لأبي القاسم فرفعوا الأمر الى الحاكم ؛ فألزمه بالعوض والقيام بلوازم المجروح مدة مرضه.
8- فنفذ عند ذلك جميع ما كان له ولم يتبق عنده شئ ، ثم ان أبا القاسم أخذ المداس ومضى به الى القاضي وقال له : أريد من مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا المداس مباراة شرعية على أنه ليس مني ولست منه ، وأن كلا منا برئ من صاحبه ، وأنه مهما يفعله هذا المداس لا أؤاخذ به أنا ، و أخبره بجميع ما جرى عليه منه فضحك منه القاضي ووصله ومضى .
في الفقرة (7) الذي عرف المدارس لما رآه هم :
(أ) أهل الجريح
(ب) أصدقاء الجريح
(ج) جيران الطنبوري
(د) أصدقاء الجريح
الجواب فقرة (ج)
1- كان في بغداد رجل اسمه أبو القاسم الطنبوري ، وكان له مداس يلبسه سبع سنوات ، وكان كلما تقطع منه موضع جعل مكانه رقعة الى أن صار في غاية الثقل ، وصار الناس يضربون به المثل .
2- فاتفق أنه دخل يوما سوق الزجاج فقال له سمسار : يا أبا القاسم ؛ قدم الينا اليوم تاجر من حلب ، ومعه حمل زجاج مذهب قد كسد ، فاشتره منه وأنا أبيعه لك بعد هذه المدة فتكسب فيه المثل مثلين فمضى فاشتراه بستين دينارا ، ثم انه دخل الى سوق العطارين فوجد سمسارا آخر وقال له يا أبا القاسم : قد قدم الينا اليوم من نصيبين تاجر ومعه ماء ورد ولعجلة سفره يمكن أن تشتريه منه رخيصا وأنا أبيعه لك فيما بعد بأقرب مدة ؛ فتكسب به المثل مثلين ؛ فمضى أبو القاسم واشتراه أيضا بستين دينارا أخرى وملأ به الزجاج المذهب وحمله ، وجاء به فوضعه على الرف من رفوف بيته في الصدر.
3- وفي يوم جاء أبو القاسم الى الحمام ليغتسل فقال له أحد أصدقائه : يا أبا القاسم ؛ أشتهي أن تغير مداسك هذا ؛ فانه في غايه الشناعة وأنت ذو مال بحمد الله ، فقال له أبو القاسم ؛ الحق معك فالسمع و الطاعة ، ثم انه خرج من الحمام ولبس ثيابه فرأي بجانب مداسه مداسا آخر جديدا ؛ فظن أن الرجل من كرمه اشتراه له فلبسه ومضى الى بيته وكان هذا المداس الجديد للقاضي وقد جاء في ذلك اليوم عنه ؟ ففتشوا فلم يجدوا سوى مداس أبي القاسم ؛ فعرفوه لأنه كان يضرب به المثل ، فأرسل القاضي خدمه فكبسوا بيته فوجدوا مداس القاضي عنده ؛ فأحضره القاضي وضربه تأديبا له ، وحبسه مدة ، وغرمه بعض المال وأطلقه .
4- خرج أبو القاسم من الحبس وأخذ حذاءه وهو غضبان ، ومضى الى دجلة فألقاه فيه فغاص في الماء ، فأتي بعض الصيادون فرمى شبكته فطلع فيها ؛ رآه الصياد عرفه وظن أنه وقع منه دجلة فحمله وأتي به الى بيت أبي بيت أبي القاسم فلم فنظر فرأى نافذة الى صدر البيت فرماه منها الى البيت فسقط على الرف الذي فيه الزجاج فوقع الزجاج فوقع وتكسر الزجاج وتندد ماء الورد ، فجاء أبو القاسم ونظر الى ذلك فعرف الأمر ؛ فلطم وجهه وصاح يبكي فقال ؛ وافقراه أفقرني هذا المداس الملعون .
5- ثم انه قام ليحفر له في الليل حفرة ويدفنه فيها ويرتاح منه ؛ فسمع الجيران حس الحفر فظنوا أن أحدا ينقب عليهم فرفعوا الامر الى الحاكم فأرسل اليه وأحضره وقال له : كيف تستحل أن أحدا ينقب علي جيرانك الحائط؟ وحبسه ولم يطلقه حتى غرم بعض المال .
6- - ثم خرج من السجن وهو حردان من المداس وحمله الى كنيف الخان ورماه فبه فسد قصبة الكنيف ففاض وضجر الناس من الرائحة الكريهة وبحثوا عن السبب فوجدوا مداسا فتأملوه فاذا هو مداس أبي القاسم فحملوه الى الوالي و أخبروه بما وقع فأحضره الوالي ووبخة وحبسه وقال له : عليك تصليح الكنيف فغرم جملة مال ، وأخذ منه الوالي مقدار ما غرم تأديبا له وأطلقه .
7- خرج أبو القاسم والمداس معه وقال وهو مغتاظ منه : والله ماعدت أفارق هذا المداس أبدا ثم انه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجف ، فرآه كلب فظنه رمة فحمله وعبر به الى سطح آخر فسقط من الكلب على رأس رجل فآلمه وجرحه جرحا بليغا فنظروا وفتشوا لمن المداس فوجدوا أنه لأبي القاسم فرفعوا الأمر الى الحاكم ؛ فألزمه بالعوض والقيام بلوازم المجروح مدة مرضه.
8- فنفذ عند ذلك جميع ما كان له ولم يتبق عنده شئ ، ثم ان أبا القاسم أخذ المداس ومضى به الى القاضي وقال له : أريد من مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا المداس مباراة شرعية على أنه ليس مني ولست منه ، وأن كلا منا برئ من صاحبه ، وأنه مهما يفعله هذا المداس لا أؤاخذ به أنا ، و أخبره بجميع ما جرى عليه منه فضحك منه القاضي ووصله ومضى .
في الفقرة (7) الذي عرف المدارس لما رآه هم :
(أ) أهل الجريح
(ب) أصدقاء الجريح
(ج) جيران الطنبوري
(د) أصدقاء الجريح
الجواب فقرة (ج)
تعليق